تواصلت الاشتباكات العنيفة في محافظة السويداء وريفها اليوم، رغم إعلان جميع الأطراف التزامها بوقف إطلاق النار. وبحسب مصادر محلية، قوات “العشائر” شنّت هجمات متزامنة على عدة محاور، في تصعيد خطير ينذر بتفاقم الأزمة الأمنية والإنسانية في المنطقة.
كذلك أفادت المصادر، بأن المجموعات المسلحة القادمة من خارج المحافظة هي من بادرت بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه برعاية دولية، محاوِلة التقدم داخل مدينة السويداء. إلا أن الفصائل المحلية والمجموعات الأهلية تصدت لها بشراسة، ما أدى إلى وقوع المهاجمين في كمائن، وتسبب في حالة من التخبط داخل صفوفهم بين من فرّ من المدينة ومن تحصّن في أحياء سكنية.
تشهد المدينة قصفاً عشوائياً بقذائف الهاون يستهدف الأحياء المدنية، ما يفاقم من معاناة السكان. وقد أظهرت تسجيلات مصورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل، مقاتلين من هذه المجموعات المسلحة يعلنون صراحة رفضهم لأي اتفاق لوقف إطلاق النار.
بالمقابل، عُثر على هويات عسكرية تعود لوزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية بحوزة بعض القتلى في صفوف المهاجمين، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري.
على الصعيد الإنساني، وصفت مصادر طبية الوضع في السويداء بـ”الكارثي”، مع خروج معظم المستشفيات عن الخدمة، وعدم قدرتها على استيعاب الجرحى أو التعامل مع أعداد الجثث المتزايدة. كما تشهد المدينة شحاً حاداً في المواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الأطفال، إضافة إلى انقطاع مستمر للتيار الكهربائي ونقص حاد في مياه الشرب.
