FPN – نور سليمان
وسط تصاعد التوتر في محافظة السويداء وخشية من انزلاق البلاد نحو حرب أهلية، أطلق سوريون وسوريات من مختلف المناطق مبادرات ورسائل علنية تؤكد على وحدة المصير وترفض التحريض والكراهية، تحت شعار أصبح عنواناً لموجة تضامن لافتة: “دم السوري على السوري حرام”.
من دمشق: لافتات في وجه الفتنة
في العاصمة دمشق، تحرّك ناشطون وناشطات بشكل سلمي، ناشرين لافتات سوداء في شوارع عدة كُتبت عليها عبارات مثل: “دم السوري على السوري حرام” و”إما أن نعيش معاً كإخوة أو نموت معاً كالحمقى”. اللافتات وُضعت على “جسر الحرية” (جسر الرئيس سابقاً) وبالقرب من مبنى البرلمان (مجلس الشعب) وفي مناطق أخرى، في دعوة علنية لوقف خطاب التحريض والتمسك بالسلم الأهلي.
من جامعة حلب: “لا نريد هذه الفتنة”
في جامعة حلب، وعلى خلفية توترات بين الطلبة بعد تصاعد الأحداث في السويداء، تدخل رئيس الجامعة، محمد أسامة رعدون، أكثر من مرة موجهاً خطاباً مباشراً للطلبة، دعا فيه إلى التهدئة ونبذ الفتنة، قائلاً: “العملية ستكبر كثير… الوجع كله واحد”. وحذر من أي تصرف فردي، مؤكداً أن كل من يُثبت عليه إثارة الفتنة ستتم محاسبته ضمن الأطر القانونية.
من السويداء: “ربينا بهالبلد سوا”
مع حصار فصائل محلية لأحياء تقطنها عشائر بدوية في السويداء، وتزايد المخاوف من التهجير، ظهرت مواقف مؤثرة لعائلات ووجهاء ورجال دين دروز دعوا إلى حماية العائلات وعدم مغادرتهم. أحد المقاطع المصورة أظهر رجلاً مسناً يخاطب الأهالي قائلاً: “الكبيرة أمنا، والصغيرة بنتنا… ربينا بهالبلد سوا ونقسم رغيف هالخبز سوا”. ورد عليه رجال من العشائر بعبارات شكر وتأكيد على الوحدة.
من حلب إلى السويداء: “لا للتحريض”
في مدينة حلب، رفع ناشطون خلال وقفة مدنية لافتات تضامنية كُتب عليها: “الحل العسكري يعني المزيد من الدماء… من حلب هنا السويداء” و”لا للفتنة الطائفية” و”لا للتحريض”. ولاقت الخطوة إشادة واسعة عبر مواقع التواصل، واعتبرها كثيرون تأكيداً على الروح الوطنية في مواجهة محاولات التفريق.
دعوات للحوار ومؤتمر إنقاذ
تأتي هذه المبادرات وسط مرحلة تصعيد غير مسبوقة في السويداء، تترافق مع مطالبات واسعة بوقف إطلاق النار ومحاسبة الجناة. كما تجددت الدعوات لعقد مؤتمر إنقاذ وطني وفتح حوار شامل برعاية “هيئة وطنية” تُشكَّل بقرار من رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع.
في لحظة مفصلية، تعيد أصوات السوريين من الميدان تذكير الجميع بأن الدم ليس قدراً، وأن التضامن الشعبي هو ما قد يمنع انزلاق البلاد نحو المجهول.


