FPN – ليدا زيدان
شهدت القاعة الدمشقية في المتحف الوطني مساء اليوم أداءً موسيقياً للفنان كنان العظمة، وذلك في افتتاح معرض”لمن لم يُذكر.. ولن يُنسى” للفنانة رانيا النجدي، والذي يقام تخليداً لأرواح الشهداء والمفقودين في سجون نظام الأسد.
المعرض هو عبارة عن عمل فني واحد يتألف من 1500 طائر ورقي تم تعليقهم في وسط القاعة، “كرمز لأرواح معلقة في الذاكرة، نعلقها على أمل أن تنطلق الحقيقة ويفتح باب العدالة”.
عزف “العظمة” ما يقارب النصف ساعة، ثلاث مقطوعات موسيقية كان قد ألفها خلال سنوات الحرب، حيث كتب المقطوعة الأولى عام 2011 فيما ألف القطعة الثانية عام 2013 وثالث قطعة عزفها يعود تاريخها لعام 2012.
في تصريح لشبكة الصحافة الحرة يقول العظمة “هذه المرة الأولى التي أعزف في سوريا بعد سقوط النظام في حفلة عامة، وكنت أعلم أن هذا اليوم قادم، شعوري لا يمكن وصفه”، مضيفاً عن انطباعاته بعد العودة: “الشعب منهك لكن هناك طاقة مذهلة، الشعب السوري يمتلك صفات مميزة وقدرة على الاستمرار والعمل أتمنى أن تساعده الظروف في أن يزهر”.
كما اعتبر العظمة أن قضية المعتقلين يجب أن تبقى حية.. “هذه قضيتنا جميعاً، لا يجب أن تختصر بذوي المغيبين أو ذوي المعتقلين، يجب علينا جميعاً البحث عن الحقيقة وما الذي حدث، ليس فقط من أجل أن نعرف ما حدث، بل أيضاً من أجل المحاسبة ومن أجل أن نستطيع إتمام طريقنا للأمام”.
في سؤال عن الحركة الثقافية في سوريا بعد السقوط علق العظمة بالقول “عدت إلى سوريا مؤخراً منذ ما يقارب الشهرين، وأنا لست في موقع يمكنني من تقييم ذلك، لكنني أرى أن هناك عطش ثقافي، هناك الكثير من الفاعلين الثقافيين الذين يبحثون عن فرص مناسبة للعمل”، واعتبر العظمة أن الأهم بالنسبة له هو الوضع الثقافي بصلب التعليم مبيناً أنه ومنذ عودته أقام ورشتين إحداها في المعهد العالي للموسيقا والثانية في المعهد العربي للموسيقا للتعرف على الجيل الجديد من الفنانين، ودعا العظمة عبر الشبكة الفاعلين الثقافيين في الخارج للعودة والعمل مع العاملين في المجال الثقافي هنا إن كانوا مؤسسات رسمية أو غيرها.
الفنانة، رانيا النجدي، بدورها تحدثت لشبكة الصحافة الحرة عن عملها الفني: “المعرض ليس جديداً كان يفترض أن يقام منذ أكثر من سنتين، حيث كنت أقيم في تركيا، لكنني واجهت صعوبة في إقامته، بعد التحرير وبعد أن رأيت الطريقة التي يتم التعامل بها مع ملف المعتقلين ومدى سوء ذلك، قررت أن أقوم بعمل من أجل ذلك بعد عودتي لدمشق، وأقمت هذا المعرض لإيصال صوت ذوي المعتقلين والمغيبين”.

هذا وقد تعرضت النجدي للاعتقال ثلاث مرات على يد النظام السابق، مرتين في عام 2012، والمرة الثالثة عام 2017 مضيفة: “سوريا الآن عظيمة رغم أنني خرجت منها متأخرة في عالم 2021، بالتأكيد سنكون في مكان أفضل لدينا مطالب ولكننا نستطيع الآن أن نتحدث عما نريد”.
كما تحدثت النجدي عن عملها الفني “هذا النوع من الفن بسيط وساكن يمكن للمتلقي أن يراه بالشكل الذي يريد، ما فعلته هو أنني وجهت هذا العمل للحديث عن قضية محددة من خلال الطيور التي ترمز للحرية”.
اختتم المعرض بكلمة للصحفية والناشطة وفا مطصفى تحدثت فيها عن ملف المعتقلين وضرورة معرفة مصيرهم، ودعت الحكومة والصحافة للوقوف إلى جانب ذويهم ودعمهم وتبني قضيتهم، كما تحدث الشاب، سنان آل رشي، وهو معتقل منذ عام 2011 في معتقلات الأسد خرج يوم سقوط النظام، عن وضع ذوي المعتقلين وضرورة الوقوف إلى جانبهم وأِشار إلى من خرج من المعتقلين وإمكانية دعمهم ليعودوا لحياتهم الطبيعية، واتهم آل رشي المنظمات الدولية بأنها غير قادرة على تقديم شيء للقضية رغم حديثها عنها لسنوات.
شهد اليوم الأول في المعرض حضوراً كبيراً، فيما سيستمر ليومين آخرين، حيث سيشهد اليوم الثاني ركن لكتابة الرسائل من أهالي المعتقلين وجلسة حوارية للحديث عن أثر الغياب وأهمية الذاكرة الجمعية والعدالة، أما اليوم الثالث فسيشهد عرضاً لفيلم “عيوني” وهو وثائقي للمخرجة ياسمين فضة، والذي يتحدث عن رحلة نورا غازي الصفدي في البحث عن زوجها باسل الصفدي، وماكي هيل في البحث عن الأب باولو دالوليو الذين غُيّبا على يد نظام الأسد.

