FPN – ليدا زيدان
تزايدت الأصوات المطالبة باستقالة نقيب الفنانين، محسن غازي، ومجلسه، بعد انتشار هاشتاغ أطلقه الفنان قاسم ملحو يوم أمس عبر صفحته على منصة فيسبوك، دعا فيه النقيب للتنحي وإفساح المجال أمام لجنة تسيير الأعمال لتقوم بمهامها.

جاء ذلك عقب قيام عدد من الفنانين قبل أيام بإطلاق مبادرة “معاً لإنقاذ نقابتنا” والتي نتج عنها تعيين لجنة لتسيير أعمال النقابة وإجراء انتخابات.
مبادرة من أجل “إنقاذ النقابة”
في خطوة مفاجئة أعلن عدد من الفنانين يوم الإثنين الفائت (27 كانون الثاني/يناير) عن إطلاق مبادرة “معاً لإنقاذ نقابتنا“، والتي تهدف إلى إعادة هيكلة النقابة وفق انتخابات، وترأس المبادرة الفنانان تيسير إدريس وقاسم ملحو وآخرون.
وجاء في بيان المبادرة الإعلان عن تقديم طلب لوزيرة الثقافة (التي ما زالت تقوم بمهامها في الوزارة) من أجل تعيين لجنة لتسيير أعمال النقابة، مبينين أن تركيز اللجنة سيكون على تعديل القانون رقم 40 والنظام الداخلي، وبحسب البيان فقد وافقت الوزيرة على طلب تشكيل اللجنة، وحصلت المبادرة على موافقة شريحة واسعة من الفنانين بعد توقيع 650 عضواً عليها، ومازالت التواقيع مستمرة.
أما أعضاء لجنة تسيير الأعمال فتضم كلاً من الفنانين منى واصف، سمر سامي، عباس النوري، شادي جميل، محمد حداقي، زهير أحمد قنوع، صلاح طعمة، نظير مواس، وتقتصر مهمتهم حالياً على تسيير أعمال النقابة والتحضير لانتخاب نقيب جديد ورؤساء الفروع في النقابة، علماً أن وزيرة الثقافة وافقت على صلاحيات محددة للجنة تشمل تنظيم الدعوى للانتخابات فقط، دون الحق في تغيير القوانين الداخلية للنقابة.
لجنة بدون تمثيل شبابي
حدث جدل واسع بعد تعيين لجنة تسيير الأعمال بين الفنانين الشباب والقائمين على المبادرة، وذلك بسبب تغييبهم عن المشهد، حتى أن بعضهم علم بالمبادرة من الإعلام، وحدثت مناقشات حول شرعية هذه المبادرة، وطبيعة المهام التي تنوي القيام بها.
يقول الممثل الشاب، ياسر سلمون، لشبكة الصحافة الحرة حول سبب غياب الشباب عن اللجنة “إن القائمين على المبادرة صرحوا بأنهم قاموا باستفتاء وهذا لم يحدث، وكانت آلية العمل بتسمية اللجنة تشبه آلية حزب البعث بتسمية المناصب، تم تفصيل الأمور حسب رؤيتهم دون مشاركة الآخرين”.
كما أشار سلمون إلى أن الفنانين الشباب ليست لديهم مشكلة لو جرت الأمور ضمن شكلها الطبيعي باستفتاء وجوّ ديموقراطي، لكن المهام التي أوكلت للجنة غير شرعية خاصة فيما يخص تعديل القانون الداخلي.
وأضاف “نحن قلنا لهم أفكارنا ورأينا ولكن لم يسمعونا، نقدر جهودهم ولكن أرى أنهم غير متلمسين لحساسية المرحلة، فوضع النقابة مثل وضع البلاد بحاجة للمرور بمرحلة انتقالية وإعادة هيكلة وهذا يحتاج لمسؤولية”.
وبحسب رأي الفنانين الشباب المسؤولية التي تحتاجها النقابة هي مسؤولية المصلحة العامة وليست المصلحة الخاصة، و تبقى أولى طموحاتهم العمل بالجزء الإبداعي ولكن سير الأمور بطريقة غير صحية دفع عدداً منهم للنقاش وتحمل المسؤولية لإيصال النقابة لبرّ الأمان.
القانون رقم 40
يتضمّن القانون رقم 40، الذي صدر عام 2019 بعد موافقة مجلس الشعب عليه، تنظيماً لعمل النقابة وفروعها، وتأتي الاعتراضات على هذا القانون باعتباره أُعد من قبل حزب البعث بمشاركة النقيب السابق زهير رمضان، وبنوده لم تعد تصلح للمرحلة الحالية بعد سقوط نظام الأسد، ويتعلق بشكل أساسي بتنظيم عمل الفنانين وحقوقهم داخل سوريا، ومن أبرز بنوده شروط الانضمام للنقابة وحقوق وواجبات للأعضاء، وتنظيم العمل الفني والإنتاج الثقافي ومزاولة المهنة، بالإضافة لتأمين المعاشات التقاعدية والمزايا الصحية للفنانين، وتنظيم الانتخابات والعقوبات التأديبية.
ومن أبرز الاعتراضات على هذا القانون الآليات المتبعة في التعيينات و قبول طلبات الانتساب، والضرائب العالية المفروضة على الفنانين والرواتب المتدنية التي تصرف للفنانين المتقاعدين، وعدم قدرة النقابة على تأمين فرص عمل للفنانين.
وفيما يخص تسيير المهام حالياً في النقابة لا زال الكادر القديم يقوم بمهامه، حيث يتابع غالبية الموظفين عملهم هناك، وقد امتنع بعضهم عن تقديم أي تصريح بخصوص ما يحدث.
مقاطعة الانتخابات
صدر في التاسع من شهر كانون الثاني قرار من مجلس نقابة الفنانين يدعو للترشح لعضوية مجالس الفروع، إلا أن تلك الدعوات لم تلق رداً من جميع الفنانين، باعتبار أن منظميها هم رؤساء مجلس النقابة في النظام السابق، وانقسم الفنانون بين من يدعو لإجراء انتخابات وقسم آخر يدعو لتعديل القانون قبل الانتخابات.
ودعا عدد من الفنانين إلى مقاطعتها، إذ نشر المخرج الليث حجو عبر صفحته على فيسبوك دعوة لمقاطعة الانتخابات معتبراً أنها غير شرعية: “الانتخابات المزمع القيام بها والتي يدعو لها الكادر النقابي الحالي منتهي الصلاحية هي انتخابات غير شرعية… لايحق للنقابة إجراء أي انتخابات قبل فتح أبواب الانتساب إليها لكل من أقصي عنها”.
كذلك دعا المخرج زهير قنوع إلى مقاطعة الانتخابات أيضاً مبيناً حسب تصريح له أنها قائمة على أساس باطل، واعتبر أن مقترح فتح باب الترشح غير وارد مع وجود أنظمة وقوانين من عهد النظام السابق، وقدم قنوع اقتراحاً بتعيين نقيب مؤقت حتى القيام بانتخابات رسمية، مبيناً أن النقابة كانت تتعامل مع الفنانين وفق منطق أمني، وكثير من الفنانين حُرموا من الانتساب لها لهذه الأسباب.
