وصل وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية تستمر ليومين، على رأس وفد حكومي، لإجراء مباحثات ثنائية مع الجانب السوري. تأتي الزيارة في سياق التطورات الأخيرة التي شهدتها العلاقات التركية السورية بعد قطيعة دامت أكثر من عقد، لتشكل خطوة جديدة نحو تطبيع العلاقات بين البلدين.
في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري يعرب بدر، في مطار دمشق، هنأ الوزير التركي الحكومة السورية وفق ما وصفه بـ”استعادة استقلال البلاد”، معبراً عن أمله في فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين. وأشار أورال أوغلو إلى أن مجالات التعاون المطروحة تشمل النقل الجوي والبري والبحري، إلى جانب مشاريع السكك الحديدية والاتصالات، معبراً عن رغبة بلاده في تسريع العمل المشترك بين الجانبين في هذه القطاعات الحيوية.
بهدف متابعة اللقاءات وتفعيل مذكرات التعاون بين البلدين، وجه الوزير التركي دعوة رسمية لنظيره السوري لزيارة أنقرة في المستقبل القريب.
من جانبه، رحب وزير النقل السوري يعرب بدر بالوفد التركي، معتبراً الزيارة خطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة بين الطرفين. وركز بدر في حديثه على أهمية قطاع النقل في تعزيز الاقتصاد والتبادل التجاري بين البلدين، معرباً عن أمله في إعادة العلاقات إلى مستوياتها الطبيعية التي كانت قائمة قبل عام 2011.
في المؤتمر الصحفي، أعلن الوزير التركي عن اتخاذ قرار بتفعيل جميع المعابر الحدودية القائمة بين سوريا وتركيا، والعمل على إنشاء معبر حدودي مشترك ضمن نظام المعبر الواحد. كما تم الاتفاق على تنشيط النقل البري وتجاوز الصعوبات التي كانت قد حدثت في الماضي.
أورال أوغلو أشار إلى أن المباحثات شملت مناقشة كيفية تسهيل حركة المرور بين سوريا وتركيا، بالإضافة إلى التركيز على إعادة تشغيل خط السكة الحديد بين جرابلس “تشوبان باي” وحلب، مما سيربط سوريا بتركيا ومن ثم بأوروبا. وتطرقت المباحثات إلى خط الحجاز نفسه، مع بحث إمكانية تمديده جنوباً والعمل على ترميم الخطوط المتضررة فيه.
تأتي زيارة وزير النقل التركي في وقت حاسم بعد تحول كبير في المشهد السوري. ففي 8 كانون الأول 2024، تم الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وبعد هذا التحول، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، وافتتحت سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق.
الزيارات الرسمية مستمرة بين البلدين، حيث شهدت العاصمة السورية دمشق زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، في خطوة تعكس تأييد أنقرة للتحولات السياسية في سوريا. كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً.
في إطار التعاون الثنائي، تم رفع القيود التجارية التي كانت مفروضة زمن نظام الأسد، فيما تقدم تركيا مساعدات مختلفة لسوريا على الصعيدين الرسمي والشعبي.

