FPN – سلام العبدلله
تشهد منطقة الهيشة في محافظة الرقة تفشّياً واسعاً وخطيراً لمرض اللشمانيا، حيث تجاوز عدد الإصابات 350 حالة، أغلبها بين الأطفال، وتفاوتت الإصابات في العائلة الواحدة بين 3 و12 حالة، ما حول المنطقة إلى بؤرة وبائية تتطلّب تدخّلاً عاجلاً.
مصدر طبي (طلب عدم الكشف عن اسمه) أكّد لشبكة الصحافة الحرة أن الوضع الصحي في المنطقة بات حرجاً، مع تفشّي المرض في ظلّ شحّ الإمكانات الطبية وغياب حملات وقائية منظمة، ما يجعل السيطرة على الوباء شبه مستحيلة ويعرّض السكان لمخاطر صحية كبيرة.
المصدر أوضح أن هناك تركيز خاصّ على الأطفال لأنّهم الأكثر تأثراً، لكنه شدّد على أن هذه الجهود لا تكفي بالنظر إلى حجم الإصابات الكبير، داعياً إلى استجابة عاجلة وتوفير الدعم الطبي والوقائي العاجل، مشيراً إلى تنفيذ بعض الإجراءات الوقائية مثل مكافحة ذبابة الرمل وتعقيم مياه الشرب وإزالة المكبات العشوائية، لكنها لا تعوّض الحاجة الملحة لتعزيز القدرات الصحية.
أم خالد، إحدى سكان المنظقة، قالت لشبكة الصحافة الحرة إن ثلاثة من أحفادها أصيبوا بمرض اللشمانيا، المعروف أيضاً باسم “حبة حلب”، بعد أن كانت إحدى حفيداتها قد أصيبت به سابقاً وتلقّت اللقاح. وأوضحت أن العلاج متوفر فقط في المراكز الصحية، واضطروا للتردد على المركز لمدة ثلاثة أيام متتالية للحصول على اللقاح، فيما لا تتجاوز أعمار الأطفال المصابين 10 سنوات، مؤكدة أن غالبية الإصابات في المنطقة تصيب الأطفال، وأن الحالات كثيرة ولا تُعد ولا تُحصى.
ودعت أم خالد إلى تكثيف الدعم الطبي واللوجستي للمنطقة، لمواجهة الخطر الصحي المتفاقم وحماية حياة الأطفال والعائلات في الهيشة ومناطق أخرى في الرقة.

هذا وبحسب مصادر محلية تعود أسباب التفشي السريع لمرض اللشمانيا إلى غياب جهة مختصة تعمل على مكافحة ذبابة الرمل بشكل فعّال، حيث تقتصر الجهود على بعض المبادرات المحدودة من قبل بعض المنظمات، بالإضافة إلى نقص المختبرات الطبية والكادر الصحي المؤهل في المنطقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، إضافةً إلى الظروف البيئية المتدهورة وانعدام شبكات الصرف الصحي النظامية، ما يزيد من سرعة انتشار المرض وصعوبة السيطرة عليه.
