FPN
اختتم مهرجان ” الكلمة” الأول فعالياته قبل أيام في مدينة سلمية، والذي استمر لثلاثة أيام متتالية تخللته فعاليات متنوعة، من أمسيات شعرية وفقرات موسيقية، وذلك في محاولة لإعادة إحياء الحركة الثقافية في المدينة وخلق مساح للحوار والتفاعل بين الفنانين والجمهور.
المهرجان جاء بتنظيم من قبل تجمّع كلمة الثقافي تحت شعار “معاً نعبر نحو الحلم”، وبرعاية من شبكة الآغا خان للتنمية.
الشاعرة إباء الخطيب، وهي إحدى مؤسسي المهرجان، تقول لشبكة الصحافة الحرة إن التجمّع يضمّ مجموعة من شعراء وأدباء مدينة سلمية، موضحةً أن فكرة المهرجان انطلقت بعد سقوط النظام السابق “حيث أصبح من الضروري أن يكون للكلمة دورها”، معتبرةً أنه “يجب أن يكون للكلمة دور مؤثّر وصادق، ومن الضروري استعادة الثقة بين المتلقّي والشاعر التي فُقدت بسبب سيطرة وتعويم التفاهة”.
تعتبر الخطيب أن السنوات الأخيرة شهدت استسهالاً في التعامل مع اللغة، بالإضافة إلى محاولات السيطرة على المنابر، وبسبب ذلك جاء رد الفعل الطبيعي من قبل التجمّع لإعادة الكلمة إلى مكانها، وتتابع: “كان علينا أن نعيد لهذه المدينة مكانتها والتي طالما كانت قبلة للشعراء والمثقفين من الوطن العربي، والتي كانت مهرجانتها تشهد على قيمتها الثقافية”.
كما تشير الخطيب إلى أن الشعر والأمسيات وحب الأدب ليست حالة طارئة على مدينة سلمية بل هي حالة أصيلة فيها، كان قد عمل عليها عدد كبير من المفكرين والأدباء، وهذا ما دفع مجموعة من الأصدقاء الكتّاب والشعراء “لتعزيز دورها الثقافي من خلال إطلاق تجمّع كلمة”.
كان الهدف الأساسي من تجمّع “كلمة” هو إعادة الشعر والأدب إلى مكانهما في الحياة العامة وزيادة الوعي بدور الكلمة وتأثيرها على السلوكيات والحياة الثقافية. تقول الخطيب: “التجمّع ينتصر للنوع على حساب الكم، ويعزّز مكانة الكلمة ويعيد الثقة بينها وبين المجتمع، ويحاول ترسيخ كل ما هو حقيقي، بالإضافة لتعزيز دور المجتمع المدني ومكانته”.
يرتبط إطلاق التجمّع بشكل وثيق بالحياة العامة في سوريا والأحداث المتسارعة والحوادث الأمنية فيها، فهو بمثابة دعوة للتهدئة والقول بأنه يمكن العيش بطرق مختلفة ومتنوعة، وبأن الثقافة هي الركيزة الأساسية لتطور المجتمعات، توضح الخطيب وتضيف: “يعبّر هذا التجمع عن حب الحياة في ظل الأوضاع التي قد تدعو للتشاؤم والقلق.. هدفنا هو خلق مساحة آمنة للحلم والحياة والجمال ومقاومة القبح والتسلّط بالفن واالشعر والثقافة”.
لم تقتصر رؤية التجمّع على مدينة سلمية فقط، بل كان الهدف أن يكون المهرجان تجمعاً لكل السوريين من مختلف المحافظات السورية من أدباء وشعراء وفنانين، لذلك كانت الدعوة للجميع الذين التقوا في مهرجان “معاً نعبر نحو الحلم” الذي يعبر عن تطلعات السوريين لبلد أفضل.
تم إشهار تجمّع كلمة نهاية شهر أيار الفئت مع مجموعة من أصدقاء التجمع الذين دعموا المشروع وآمنوا به، تقول الخطيب: “بعد ذلك كانت انطلاقة مهرجان الكلمة الأول برعاية شبكة الآغا خان للتنمية في سلمية وهي أولى الخطوات لتحقيق تغيير حقيقي في المجتمع”.
بدوره تحدّث الشاعر هانيبال عزوز لشبكة الصحافة الحرة، وهو أحد منظمي المهرجان، عن بدايات التجمّع بعد سقوط النظام السابق، حيث “بزغت معالمه بعد لقاءات عدة وساعات متواصلة في التشارك وكشف الرؤى والأفكار ومقاطعتها والإصغاء إلى الآراء والأحلام لينتج البيان التأسيسي”.
كما تطرّق عزوز إلى النشاطات الأولى للتجمّع في بداية انطلاقته بعد تغييب الحركة الثقافية لسنوات، معتبراً أن هذه العودة هي عودة للاحتفاء بالشعر والموسيقا وأن “انتصار الكلمة هو انتصار بها على الحديد والقبح”.
هذا وأشار عزوز إلى أنه سيتم الإعلان في وقت قريب عن مسابقة أدبية رفيعة المستوى لدعم الشباب المبدع.
