أصدر الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، بياناً ترحّم فيه على شهداء المجازر الإرهابية التي أوقعتها العصابات التكفيرية اللاإنسانية في مناطق ريف دمشق والسويداء والساحل وكل المناطق السورية، متمنياً الشفاء للجرحى.
أكد الشيخ الهجري أن السوريين يمرّون بويلات وحرب دامية لم يتجهوا إليها، وظلوا ثابتين على مبادئهم من أجل أن تأمن البلاد وتحتضن أبناءها بسلام ومواطنة مشتركة، في ظل دستور مدني حديث، ودولة ديمقراطية حضارية لامركزية، تقوم على التوافق بين السوريين بكل مكوناتهم دون تسلّط أو انفراد بالسلطة، وبوجود قوانين مدنية عادلة تستند إلى القرارات الدولية والإرادة الشعبية.
أشار إلى أن الشعب السوري عاش لحظات سعادة بخلاصه من زمن القمع والاستبداد، مروراً بمرحلة انتقالية سادها الحزن بسبب الفتن الطائفية التي سعت إلى تمزيق الوحدة الإنسانية، معبّراً عن أسفه لتجدد المجازر والإرهاب بصور أعنف، وعودة حالات التغييب القسري، ورفض الحرب الطائفية أو الخطاب التخويني، مؤكداً أن هذه الممارسات غريبة عن معتقدات السوريين وتربيتهم التي تحقن الدماء وتحترم الجميع.
جدد التأكيد على أن “دم السوري على السوري حرام”، مستنكراً التحريض الطائفي ونيران الحقد المستترة بستائر الدين، ومشدداً على ضرورة حمل السلاح وتنظيمه لحماية النفس حتى تستقر الدولة.
الشيخ الهجري انتقد بعض وسائط الإعلام العربية المعروفة، متهماً إياها بفقدان المصداقية والحياد، والمساهمة في نقل الفتن بصورة مجتزأة، داعياً إياها إلى العودة إلى المبادئ المهنية لأن التجييش والتحريف الإعلامي هو “رصاص حقيقي يحرك أشباح الموت على الواقع”.
الهجري أشار إلى أنّ العيد أتى ولا تزال دماء الأبرياء منثورة في مختلف الأراضي السورية، وإن أفراح التحرير كفنها الإرهاب بالمجازر والتحريض الطائفي، فيما لا تزال صرخة الشعب مدوية لينال حريته، ويقطف مكاسب ثورته، ويداوي جراحه ويدفن شهداءه، موجهاً الشكر لدول الخليج والدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة ودول الجوار والهيئات الأممية على ما قدموه للشعب السوري.
اختتم البيان بإعلان الرئاسة الروحية اقتصار مراسم العيد هذا العام على إقامة الطقوس والشعائر الدينية في مواقعها، احتراماً لدماء الشهداء وتقديراً للظروف المعيشية القاهرة التي تمر بها البلاد.
