شارك وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في جلسة مجلس الأمن الخاصة بسوريا اليوم، كما رفع العلم السوري على سارية مبنى الأمم المتحدة قبل بدء الاجتماع.
الشيباني قال في كلمة أمام مجلس الأمن إن رفع العلم إعلان لوجود جديد، ويجسد مستقبلاً ووعداً بالتغيير، وأضاف الشيباني أن هذه اللحظات جاءت بعد سنوات من المعاناة والظلم الذي تعرض له الشعب السوري.
كما أكد الشيباني على تعاون الحكومة السورية بما يخص ملف الأسلحة الكيميائية، وذلك من خلال التنسيق مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وطالب بدعم دولي بهذا الملف.
الشيباني أشار أيضاً إلى تشكيل الحكومة السورية من الكفاءات، وقدرة حكومة تصريف الأعمال على حماية المؤسسات من الانهيار بعد سقوط النظام.
بالإضافة لذلك تطرق الشيباني إلى أحداث الساحل، ومحاولات فلول النظام السابق من إشعال حرب، مضيفاً أن هذه التحركات ما تزال مستمرة حتى الآن، فيما تحاول الحكومة وقوى الأمن معالجة هذا الأمر، مشيراً إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بأحداث الساحل، ولجنة للسلم الأهلي، بالإضافة لإرسال المساعدات إلى المدنيين في قاعدة حميميم، وأكد الشيباني عن نية الحكومة إطلاق هيئة للعدالة الانتقالية، وهيئة للمفقودين السوريين.
الشيباني تطرق إلى موضوع العقوبات وأن الإرهابيين هم من يستفيدون من بقائها، منوهاً إلى ضرورة إلغائها، مضيفاً أنها تقف في طريق استقرار السوريين وعودتهم للبلاد، كما طالب مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على سوريا والانسحاب من الأراضي السورية وتطبيق اتفاقية فصل القوات لعام 1974.
من جهته قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، غير بيدرسون، إن الوضع في سوريا لا يزال هشاً للغاية فهناك حاجة للشمول السياسي، والعمل على الصعيد الاقتصادي، مشدداً على أهمية دعم سوريا في هذه المرحلة، منوهاً إلى أن مشاركة وزير الخارجية السوري اليوم تعكس التطورات التي شهدتها سوريا.
بيدرسون أكد على أن نجاح عملية الانتقال السياسي تحتاج إلى شمول سياسي ومكافحة الإرهاب، بالإضافة للدعم الدولي، وأشار إلى أن الانتقال السياسي يمر بمنعطف حرج، فالإعلان الدستوري ساهم بشكل جزئي بملء الفراغ القانوني، لكن هذا الإطار لا زال يفتقر إلى الشمول الكامل حسب بيدرسون.
كما تحدث عن عدم ثقة بعض السوريين من مكانهم في سوريا الجديدة، حيث هناك تركيز للسلطة، بالإضافة لضرورة إجراء انتخابات وعقد اجتماعي، ويشكل قلة تمثيل المرأة إحدى المشاكل في الحكومة الحالية أيضاً.
من جانبها قالت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، إن التحديات التي تواجه سوريا هي واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني أكثر من ثلاثة أرباع الشعب السوري من سوء الأوضاع المعيشية، وانعدام الأمن الغذائي بالإضافة إلى النزوح.
كما تحدثت مسويا عن انخفاض الأعمال العدائية بشكل عام، لكنها أشارت إلى وجود تقارير عن حوادث تؤثر على المدنيين في المدن الساحلية، وتحدثت المسؤولة الأممية عن المساعدات التي تقدمها المنظمة، والتي تتضمن مساعدات صحية وغذائية وإزالة الذخائر، وأشارت مسويا إلى أن المفوضية لشؤون اللاجئين قد تقلص فريقها بنسبة 30٪، وأن 122 من مراكزها ستغلق بداية الصيف بسبب عدم وجود تمويل.
كما أشارت إلى حاجة برنامج الأغذية العالمي إلى 100 مليون دولار لضمان عدم انقطاع المساعدات الغذائية فيما تعاني الكثير من المناطق من نقص الموارد.
القائمة بأعمال بعثة الولايات المتحدة، دوروثي شيا، تحدثت عن تشكيل الحكومة وأملها بأن تكون خطوة إيجابية، وتوقعت أن تتم إجراءات إضافية ويتم تعيين أفراد أكثر تأهيلاً، وأشارت شيا إلى أن الولايات المتحدة ستحمّل الحكومة الجديدة، نبذ الإرهاب وتبني سياسة عدم الاعتداء على الدول المجاورة، واستبعاد المقاتلين الأجانب من أي مناصب قيادية، ومنع إيران من استغلال الأراضي السورية، بالإضافة لاستعادة المواطنين الأمريكيين المختفيين، وتحقيق الأمن والحريات للشعب السوري، كما تحدثت عن إعلان بلادها تعزيز قواعدها العسكرية في سوريا مشيرة إلى ضرورة ذلك لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
الممثل الدائم لروسيا في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، شدد على ضرورة انسحاب اسرائيل من أراضي سورية والعودة لاتفاق عام 1974، وسحب قواتها من سوريا وعدم قصف الأراضي السورية، وأشار إلى الأحداث المأساوية في الساحل، وأهمية عمل لجنة تقصي الحقائق في بناء الثقة مع المجتمع هناك، مؤكداً على أهمية إجراء عملية سياسية شاملة، لا تشعر فيها أي مجموعة عرقية أو دينية بالقمع، بالإضافة لإبعاد المقاتلين الأجانب من البلاد.
