FPN
اندلعت حرائق ضخمة خلال الساعات الماضية في مناطق متفرقة من ريف اللاذقية، ملتهِمة مساحات شاسعة من الغابات والأحراش، في كارثة بيئية باتت تهدّد الأرواح والمنازل وسط غياب شبه تام لأي استجابة رسمية فعالة.
شملت الحرائق قرى بيت القصير، العيسوية، جبل التركمان، شبلو، وبيت عيلون، حيث ساهمت التضاريس الجبلية الوعرة، ودرجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب الرياح النشطة، في تسريع انتشار النيران وخروجها عن السيطرة.
رغم الخطر المتزايد واقتراب ألسنة اللهب من المناطق السكنية، اكتفت السلطات بإرسال طائرة مروحية واحدة حلّقت فوق المنطقة ونفذت رشة ماء يتيمة، قبل أن تغادر دون أي متابعة، في مشهد أثار غضب السكان الذين شعروا بأنهم تُركوا لمصيرهم.
قال أحد السكان: “طائرة وحدة راحت رشت شوية مي وبس، وكأنهم بيقولوا: عملنا اللي علينا! بس الحقيقة إنو النار عم تبلع الجبل، ونحن لحالنا عم نطفي بإيدينا”، يقول أحد أهالي بيت القصير.
كما أفاد شهود عيان بوجود سيارة إطفاء واحدة فقط في المنطقة، ظهرت بشكل محدود ومن دون أي أثر فعلي في السيطرة على الحريق.
في ظل غياب فرق الإطفاء الأرضية وانتشار النيران على مساحات واسعة، لجأ السكان إلى مواجهة الحرائق بأدوات بسيطة، مثل المجارف والخراطيم اليدوية، محاولين حماية منازلهم وأشجارهم ومواشيهم وسط خطر محدق وحرارة لاهبة.
على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق الأهالي عشرات النداءات والاستغاثات، مؤكدين أن النيران باتت تلامس بيوت بعض القرى، فيما لم يصدر أي بيان رسمي أو توضيح من السلطات حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
يصف السكان المشهد بأنه “أقرب إلى الجحيم”، حيث تتحوّل الكارثة من بيئية إلى إنسانية مباشرة، في ظل عجز كامل للجهات المعنية، وترك المدنيين ليصارعوا النيران بوسائل بدائية.
