FPN
شهد بار “زاروب – Daily Pub” في مدينة طرطوس، مساء السبت، اعتداءً مسلحاً نفذته مجموعة ملثّمة اقتحمت المكان واعتدت بالضرب على صاحبه إيليا والعاملين والزبائن، قبل أن تعمد إلى تخريب محتويات البار بشكل واسع.
مصادر قريبة من العائلة أكدت أن إيليا بخير ولم يُصب بجروح خطرة، رغم العنف الشديد الذي تعرّض له. واعتُبر الهجوم، بحسب الشهادة العائلية، انتهاكاً صارخاً للأمان الشخصي والكرامة العامة، وليس مجرد حادث شخصي أو بدافع السرقة.
تفاصيل الهجوم
يقول أحد شهود العيان لشبكة الصحافة الحرة: “اللي صار أنه مبارح حوالي الساعة 10 ونص بالليل، كان إيليا موجود بالبار مع شريكه والبارتندر، وكان فيه 3 زباين عم يشربوا. وفجأة، فاتوا على المحل من جهة الشارع الفرعي، البار موجود بزاروبة بتفتح على شارع الثورة (الشارع الرئيسي) ومن جهة تانية على شارع فرعي”.
يتابع: “فاتوا 3 دراجات نارية (موتورات)، على كل وحدة راكبين مسلحين، يعني المجموع 6 مسلحين، 5 منهم كانوا ملثمين، وواحد بدون لثام. أعطينا أوصافهم للأمن: واحد منهم أسمر وقصير، ولهجتهم كانت غريبة، واضح إنهم مو من المنطقة”.
المهاجمون كانوا مدججين بالعصي والأسلحة النارية، بينها مسدسات ورشاشات، حيث أجبروا الموجودين على الوقوف باتجاه الحائط، وضعوا الأسلحة على رؤوسهم، وانهالوا عليهم بالضرب. كما قاموا بتحطيم قوارير المشروبات، الكؤوس، وبعض الأجهزة الالكترونية.
“كان في واحد من الزباين عم يبعث مسج على قناة تلغرام، أخدوا منه موبايله، وكمان موبايلين تانيين، أحدهم لشريك إيليا، وبعدين هربوا”، يضيف المصدر. كذلك أفاد أحد الزبائن بأن أحد المهاجمين توعد بالعودة مجدداً يوم الخميس.
الشرطة: محضر بلا خطوات واضحة
ذكر مصدر مقرب من عائلة إيليا أنه بعد انتشار مقاطع مصورة تظهر الأضرار تم التوجه إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ وكتابة محضر بالحادثة، وبحسب المصدر “الشرطة كانوا متعاونين مبدئياً، وإجوا عاينوا المكان، بس ما عطوهن حل واضح، ما طلبوا منن شي، بس انكتب المحضر وخلص. حاولوا ياخوا صورة عنه أو حتى رقمه، بس ما رضوا، وكانوا كل الوقت يقولو (نحن منشوف وبس)”.
يؤكد المصدر أن الأضرار اقتصرت على الجانب المادي والنفسي، مع بعض الكدمات الجسدية الناتجة عن الضرب، مضيفاً: “الموضوع لا علاقة له برخصة ولا سرقة، لأنهم ما طلبوا شي ولا ناقشوا حدا، الهجوم كان فوري وبالتهديد والسلاح. حتى شريك إيليا كان برا عم يدخن، حطوا وجهه عالحيط والسلاح براسه. أنا بظن السبب الوحيد أنه ‘بار’…”.
في دمشق: إغلاق مطاعم بسبب “المشروب والموسيقى”
في سياق متصل، أصدرت محافظة دمشق مؤخراً قرارات بإغلاق عدد من المطاعم في منطقتي باب توما وباب شرقي لمدة 37 يوماً، بحجة “تقديم مشروبات كحولية وتنظيم حفلات فنية دون ترخيص”. وتم تغريم أصحاب هذه المنشآت بمبلغ رمزي لا يتجاوز 15 ألف ليرة سورية، مع منحهم فرصة لتفادي الإغلاق في حال وقعوا تعهداً بعدم تقديم المشروبات الكحولية مستقبلاً.
تشمل قائمة المطاعم المُستهدفة كلاً من: مطعم أبو الزلف، نيوترن، كوزيت، باربر شوب، وكلاود 9 (قصر الخير سابقاً).
بحسب إفادات أصحاب مطاعم، فإنهم تقدموا بعدة طلبات رسمية للحصول على تراخيص لتقديم الكحول، لكن دون جدوى. وأكد مصدر مطّلع – فضّل عدم الكشف عن اسمه – أن الحملة جاءت “بعد مراقبة مشددة من دوريات المحافظة بالتنسيق مع الأمن”، مشيراً إلى أن الاستهداف تركز على منشآت معروفة بالحياة الليلية والعروض الموسيقية.
تضييق على الحريات؟
تثير هذه الإجراءات تساؤلات واسعة في الشارع السوري حول غياب معايير واضحة للترخيص، والتضييق المتزايد على الأنشطة الثقافية والاجتماعية، في وقت تعاني فيه العاصمة من أزمات اقتصادية خانقة. ويرى مراقبون أن ما يجري قد يكون مؤشراً على مرحلة جديدة من الضبط الاجتماعي، تعيد تشكيل ملامح الحياة العامة تحت سقف السلطة الجديدة.
وتبقى الأسئلة مفتوحة: هل ما يجري هو تطبيق للقانون؟ أم رسالة موجهة ضد أشكال بعينها من الحياة المدنية؟
