FPN
شهدت الطرق الواصلة بين مناطق سيطرة الحكومة السورية الانتقالية ومناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، خلال الأسبوع الماضي، سلسلة من الإغلاقات المتكررة التي أثرت بشكل مباشر على حياة المدنيين وحركة النقل في المنطقة.
طريق دير حافر مغلق منذ أكثر من أسبوع، في ظل التصعيد العسكري والمناوشات المتبادلة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعناصر تابعة للحكومة السورية المدعومة والمدعومة من تركيا، وهو ما تسبب بشل حركة النقل على أحد أهم المحاور في المنطقة.
في خطوة مماثلة، أُغلق اليوم طريق أثريا الرابط بين ريف حماة الشرقي ومناطق الإدارة الذاتية في ريف الرقة، عند المعبر الفاصل بين الطرفين. الإغلاق جاء بشكل مفاجئ، حيث تم منع مرور السيارات والشاحنات في كلا الاتجاهين، وأُجبرت المركبات على العودة إلى مناطق انطلاقها دون السماح لها بالعبور نحو مناطق الإدارة الذاتية، وعانى الأهالي والمسافرون العالقون على الطرقات من صعوبة بالغة خلال ساعات الإغلاق.
إحدى السيدات، البالغة من العمر ٤٥ عاماً، قالت لشبكة الصحافة الحرة إنها كانت ترافق والدتها السبعينية في رحلة من دمشق إلى الرقة بقصد تلقي العلاج، مضيفة أن مركبتهم ظلت متوقفة على الطريق منذ الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً، قبل أن يُسمح لهم بالعبور بعد ضغط الأهالي واشتداد التوتر على الحواجز.
فيما أوضح سائق أحد باصات نقل المسافرين لشبكة الصحافة الحرة أن الطريق كان مكتظاً بالمرضى والطلاب والأطفال وكبار السن، وأضاف أن السلطات سمحت لهم بالمرور اليوم فقط، بعد ضغط الأهالي والانتظار لساعات طويلة، لكنهم لم يبلغوهم مسبقاً بموعد إعادة فتح الطريق، مؤكدين أن الإغلاق سيستمر غداً وحتى إشعار آخر.
مصادر خاصة أكدت لشبكة الصحافة الحرة أن الإغلاق جاء على يد العناصر المتمركزة على الحواجز التابعة للأمن العام، وأن الطريق الواصل بين معدان والرقة شهد بدوره إغلاقاً مماثلاً بواسطة سواتر ترابية في مناطق سيطرة الحكومة السورية الانتقالية.
كما أشارت المصادر إلى احتمالية أن تظل الطرقات مغلقة لفترات طويلة، وسط مخاوف من استخدام هذه الإغلاقات كغطاء لتنفيذ هجمات عسكرية محتملة.
من جانبها، عززت قوات سوريا الديمقراطية نقاطها الأمنية على كافة المعابر التي تربطها بمناطق الحكومة السورية، ليس فقط في الرقة، بل أيضاً في دير الزور، وذلك عبر نشر السواتر الترابية والعتاد والسلاح بشكل مكثف. ويأتي هذا التصعيد في ظل حالة من التوتر المتبادل بين الطرفين، ما يزيد من العوائق أمام حركة المدنيين ويعقد حياتهم اليومية بشكل كبير.
المعلومات المتاحة تشير إلى أن الطرقات قد تبقى مغلقاً حتى إشعار آخر، وسط حالة من القلق المتزايد لدى السكان والمسافرين الذين يعتمدون على هذه الطرق للوصول إلى المشافي المدارس وأعمالهم اليومية.
