أعلنت جماعة “سرايا أنصار السنة” في بيان صدر حديثاً، مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا. وأفادت الجماعة بأن منفذ الهجوم يدعى محمد زين العابدين أبو عثمان، دون الكشف عن جنسيته.
أشارت الجماعة إلى أن الهجوم يأتي ضمن نهجها الذي يعتمد “الذئاب المنفردة” واستهداف السوريين من علويين ودروز ومسيحيين.
في السياق ذاته، نفى بيان “أنصار السنة” ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام الرسمية، والتي زعمت أن تنظيم داعش هو المسؤول عن التفجير.
رغم خطورة الحادثة وتبعاتها، لم يصدر أي تعليق رسمي حتى لحظة إعداد هذا الخبر، سواء من الرئاسة السورية أو وزارة الداخلية أو وزارة الإعلام.
تعود بداية ظهور جماعة “سرايا أنصار السنة” إلى ما قبل مجازر الساحل، وتحديداً إلى شباط 2025، حين نُفذت مجزرة “أرزة” التي لا تزال طيّ الكتمان الرسمي حتى اليوم. وقد مثّلت تلك المجزرة نقطة مفصلية، إذ أعقبها في آذار عملية تطهير عرقي ممنهجة بحق أهالي القرية، وجاءت بتنفيذ مباشر من أبو جابر الخطابي، الشرعي السابق في فصيل “العمشات”، والذي لا يزال يتمتع بحرية كاملة في تحركاته ونفوذه رغم مسؤوليته عن الانتهاكات.
مراقبون يرون أن استمرار هذا النهج القائم على “التذاكي” والتعتيم الإعلامي قد يعمق الانقسام المجتمعي، خصوصاً مع انتشار مصطلحات مثل “حلف الأقليات”، التي يتم استخدامها لوصف كل من يخالف الرواية الرسمية.
يحذر ناشطون من أن عدم التغيير الجاد في بنية السلطة وأسلوب إدارتها سيُفقد الشارع السوري ثقته بأي تحول سياسي حقيقي، داعين إلى انفتاح الدولة على جميع المكونات والخبرات الوطنية بعيداً عن عقلية الفصائل والمحسوبيات.

